هذه مجموعة من المقالات الكوميدية الهادفة، من إنشاء الأخ هشام بن الزبير، على منتدى التوحيد.
المصدر ...
المصدر ...
أبو الإلحاد ورحلة البحث عن "معرف"
أبحر أبو الإلحاد على أمواج الشبكة العنكبوتية ليمارس نشاطه "التنويري" فتح ملفا يختزن فيه كل شبهة يظفر بها يرى فيها قدحا في الإسلام.. سمى هذا الملف "تناقضات الإسلام" بدأ يقلب عينيه بين العناوين المثيرة.. لكن سرعان ما شعر بالملل.. شعر أن كل شيء صار بلا طعم.. تذكر الأيام الخالية حيث كان شابا مفعما بالحماس.. يومها كان يشعر بأنه فيلسوف زمانه.. وأن شيخ الأزهر نفسه لا يقوى على مناظرته لسعة اطلاعه وقوة حجته..
أما اليوم فإنه أصبح يضرب ألف حساب قبل ولوج منتدى إسلامي.. فإن ينس فلن ينسى هروبه المخزي آخر مرة.. دخل ذلك المنتدى وهو ينادي: "أنا مسلم سابق.. أنا من طلبة الأزهر.. درست الفقه على المذاهب الأربعة.. أبصرت النور أخيرا.. وخلعت الخوف.. وتخلصت من الوهم.. أنا تحررت فألحدت.. فهل من مناظر؟"
يا ليته لم يتسرع في التحدي, يا ليته تجنب لفظ المناظرة, وما له والمناظرة؟.. إنه لا يذكر متى قرأ كتابا كاملا في حياته.. كل ما يحسنه قراءة نتف هنا وهناك, في الجرائد والمجلات, والقفز الافتراضي من موقع إلى موقع ومن صفحة إلى صفحة.. أما المطالعة فإنه لا يملك الأناة التي تتطلبها..
طلب المناظرة ففضحه "عبد الهادي" بسؤال واحد.. قال له: "ما دمت كما تصف نفسك فأنت أعلم مني بالفقه.. فاسمح لي بسؤال قبل أن نبدأ المناظرة: [هل يجوز العقد على الجلاّلة المطلقة طلاقا بائنا, أم لا بد من تمام العدة؟]
طبعا لم يتسرع في الجواب.. فلا بد للملحد أن يأخذ حِذره في كل حواراته.. فكيف إذا كان في منتدى وهابي؟.. فتح أبو الإلحاد صفحة جديدة.. وسأل إمام الشبكة العنكبوتية وبحر العوالم الإلكترونية وحجة العلوم الإنترنيتية "جوجل" : "هل يجوز نكاح المطلقة طلاقا بائنا قبل تمام العدة؟" ولم يخب ظنه.. فقد جاء الجواب بإجماع الصحائف الإلكترونية المتخصصة في الفتوى.. "لابد من تمام العدة"..
حين أرسل جوابه مذيلا بالأدلة النقلية التي تؤيد دعواه الإلمام بالفقه المقارن.. حينها فات الأوان.. لقد بلع أبو الإلحاد الطعم.. وتقاطرت عليه الضحكات والتعليقات الساخرة من كل صوب..
"يا فقيه الزمان.. هل تكفي عدة "الجلاّلة" أم لا بد أن تحبس؟"..
و "هل يصح العقد بدون ولي؟"
و"هل الحكم خاص بجلالة البقر, أم يعم الإبل كذلك؟"..
حين استعان بالبحث الإلكتروني هذه المرة ليفهم سر تندر القوم عليه.. كاد يصعق لهول ما قرأ: "الجلالة : الدابة التي تتبع النجاسات وتأكل الجلة , وهي البعرة والعذرة.."
لم يستطع إتمام القراءة.. دارت به الأرض.. لم ير فرصة للتملص واختلاق الأعذار.. فانسحب في صمت..
وهاهو الآن يبحث عن معرف جديد.. هذه أول خطوة من خطوات "النضال الإلحادي الإلكتروني" بل هي أهمها على الإطلاق.. المعرف هو جواز سفرك إلى منتديات المتدينين.. يجب أن يكون "المعرف" ناطقا بالإلحاد.. لكنهم لا يقبلون الأسماء المستفزة.. هناك علاقة بين معرفات الملاحدة وبين البهارات.. فلكليهما نكهة خاصة.. لكن لا بد من القصد, فلو أسرفت فيهما صار الطعم غير مستساغ..
إذن فليجرب: "ملحد ولا فخر".. معذرة, يوجد مشترك بهذا الإسم...
"فارس التطور" معذرة, يوجد مشترك بهذا الإسم...
"مجرد صدفة" معذرة, يوجد مشترك بهذا الإسم...
"لاديني ملتزم" معذرة, يوجد مشترك بهذا الإسم...
"قبطان تائه" معذرة, يوجد مشترك بهذا الإسم...
"أبو طفرة" معذرة, يوجد مشترك بهذا الإسم.
تبا.. هل هناك معرف لم يحجزه الزملاء؟ طيب.. لأجرب شيئا غريبا: "تراكتور" .. ضغط الزر فأتم التسجيل: "مرحبا بك "تراكتور" سيتم تفعيل اشتراكك قريبا..
ابتسم.. بدأ يهيئ السيناريو المناسب لهذا المنتدى.. ترى هل يضع اسطوانة: "مسلم سابق" أم يعدل عنها إلى نشيد: "سئمت الإلحاد"؟ لا هذا ولا ذاك.. "تراكتور" يوحي بالقوة والثقة.. فليدخل بشعار: "حتى متى تصدقون الخرافات؟" لكنه تردد.. فقد علمته التجارب أن هذه الافتتاحية تنطوي على مجازفة كبيرة.. ماذا عساه يفعل إذن؟
آه.. هذه فكرة جيدة.. بدأ يكتب موضوعه.. بدأ بالعنوان: "أوشك أن أسلم.. لولا حديث "صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عنَزة" وكتبها بسكون النون..
وسأل: "أليست الصلاة إلى الحيوان ذريعة إلى الشرك.. وبدأ يتحدث عن التوحيد والرواسب الوثنية.. وعن الحج والحجر الأسود.. إلى أن أرشده أول مجيب إلى الفرق بين العنَزة والعنْزة فانسل هاربا كعادته.. وكانت هذه نهاية معرف آخر لم يعمر إلا يوما.. وبقي الموضوع اليتيم شاهدا على أزمة أبي الإلحاد الرقمي أو "تراكتور"...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق